Friday, August 17, 2007

قال تمام قال



"تمام يا فندم"

التمام هو أهم شئ فى السجن ,أهم من النزلاء و أهم من الاداره نفسها .. يالها من لحظه متوترة و مشحونه بالقلق ..لحظه وقوف شاويش العنبر أمام حضره الصول , و يضرب كعبه فى الأرض و يدق كعنتر بن شداد .. تمام يا فندم .. ثم تتوالى اللحظات الصول أمام ضابط العنبر , و ضابط العنبر أمام البيه الوكيل و البيه الوكيل أمام البيه المأمور و البيه المأمور أمام البيه المدير.. والكل يصرخ واحد وراء الآخر .. تمام يا فندم
!!!.............

هكذا قدم أ. محمود السعدنى كتابه " تمام يا فندم " الذى لم يحكى فيه شيئا واحدا تمام , فهو يحكى فى كتابه حوالى 15 حكايه أو أكثر لشخصيات قابلها فى السجن .. جعلنى فى كل حكايه منهم أردد الحمدلله .. الحمدلله انى لم أدخل السجن من قبل .. الحمدلله انى اتمتع بحريتى .. الحمدلله كثيراً .. كثيراً


قبل أن أقرأ هذا الكتاب كنت أعلم أن السجن هو تأديب و إصلاح و مكان للإعاده التأهيل , لكن يبدو - وعلى مسؤليه الكاتب أكتب - ان داخل أسوار السجن هناك مجتمع آخر .. مجتمع يحتفظ ليس بالأسوء من الناس - فالأسوء غالبا لا يدخل السجن - و لكنه يحتفظ بالعجيب من حكايات الناس .


فرغم فساد مجتمع السجن على كل المستويات من المسؤليين و حتى النزلاء الا انه يظهرلنا فى القصه أحد المسجونين الذى يعترف بأن السجن فى مصر رحمه

!!!!.......

كان هذا المسجون ويُطلق عليه "الخواجه" صاحب خبره فى السجون فى عده دول اوربيه ,, و حسب زعمه أن المسجون المصرى مُتاح له من الحريه ما لا يُتاح للمساجين الخواجات


امال يا خواجه طول عمرنا رواد فى حريات المواطن دى ,, حتى لومسجون..


و اقابل شخصيات أخرى .. تاجر المخدرات اللى عايش فى فندق يطلق عليه مجازا سجن .. مأمور الضرايب المرتشى ..الحرامى .. و غيره و غيره .. لكن اللى مُلاحظ جدا فى معظم الشخصيات انهم بيشتركوا فى صفتين أساسيتين .. الجهل و الحشيش .. :) مش عارفه ليه الصراحه


و من أكثر الشخصيات اللى أثرت فيا ..واحد اتسجن بتهمه خيانه و هى فى الحقيقه تهمه جهل .. واحد ميعرفش اى حاجه فى الدنيا .. هو اتطلب فى الجهاديه راح .. قالوا هتحارب فى اليمن راح .. قدره بقى اخده بعيد شويه عن الجيش بتاعه..فضاع فى اليمن ..المهم وقع فى ايد جماعه متطرفه فى اليمن ..استغلت جهله افضل استغلال .. اكلوه و شربوه و ادوله فلوس كمان .. مقابل طلب بسيط جدا .. يزيع لهم بعض الأنباء فى الاذاعه - اللى هى فى حقيقه أنباء و تقارير ضد مصلحه بلده ,, لكن جهله منعهه يفهم كده - المهم الراجل طبعا شاف ان دى خدمه بسيطه جدا مقابل الكرم اللى شافه من الناس دول .. فاسهب فى التقارير و اخدته الجلاله بقى ,, وحلم انه يفضل مذيع عندهم للابد و كان نفسه اهله يسمعوه فى مصر .. و قد كان .. و بعد لفه طويله فى بلاد كتير الراجل ده لقى نفسه نزيل فى عنبر السياسين فى السجن و مقتنع انه هو مسجون سياسى و مش فاهم ليه بالظبط .. هو كل اللى اتقاله انه جريمته ماسه بالشرف و مازال ياعينى مش فاهم


ولما كاتبنا ( ا. محمود) فهمه انه خاين مش سياسى انخرط فى بكاء شديد و فضل يقول .. انا اخون مصر انا اخون المعديه .. و العيش و الملح .. دا انا كنت بقول فى الاذاعه انا معملتش حاجه .. انا كنت فاكرها خدمه للبلد .. و هيكافئونى .. أنا لما خرجت من مصر معرفش حاجه ... و رجعت مصر و انا مش عارف حاجه ... ولو كنت اتعلمت حاجه فانا اتعلمتها فى السجن ... و لما مسكونى بندقيه فى اليمن و قالولى حارب مكنتش عارف اى حاجه ... لو فهمونى المسأله من الاول مكنش جرى اللى جرى


مكانش يعرف و دى تهمته الحقيقه اللى دفع عمره عشانها ,, لاحول ولا قوة الا بالله
كل ده و لسه بيقولوا تمام ... قال تمام قال

1 comment:

Egyptian Dream said...

مقالك جميل جدا
شرا جزيلا